العطاء دون مقابل سواء من خلال ابتسامة أو مساعدة بسيطة أو مد يد العون لمن يحتاج مساعدة طيبة هو أقرب لنفس الإنسان. أثبتت ذلك دراسة حديثة كشفت أن فعل الخير يغمر نفس الفاعل بالسعادة والرضا بنفس القدر الذي يسر متلقي الفعل.
طيبة الإنسان في التعامل مع الآخرين يمكن أن تكون سببا لسلامته النفسية والبدنية، بل يمكن ان تطيل عمره. موقع هوفنغتون بوست الكندي نشر دراسة صدرت عن معهد ماكس بلانك الألماني للبحوث العلمية، جاء فيها أنّ فعل الخير يبدأ لدى بعض الناس منذ طفولتهم المبكرة، إذ يمكن لرضيع يتعلم المشي وهو ما يزال في شهره الرابع عشر من العمر أن يساعد شخصا بالغا يحاول فتح باب ما ويده مشغولة. وهذا يعني أنّ أفعال الخير في الغالب أقرب إلى فطرة النفس البشرية، لذا تخلق هذه الأفعال في أنفسنا شعورا بالرضا.
للطيبة أثر ايجابي على الدماغ
الطيبة وأفعال الخير لا تخلق في نفوسنا وفي نفوس الآخرين إحساسا بالسعادة فحسب، بل إن دراسات علمية أثبتت أثر فعل الخير على المنظومة العصبية التي تتحرك بموجبها آليات الدماغ. فحين نبيح لأنفسنا فعل الخير للآخرين فإننا نفتح في الحقيقة سبلا عصبية تنعش مشاعر الرضا في النفس فيتدفق هرمون الأندورفينز ليرفع من أداء الناقلات العصبية التي يحتاجها التفكير الذكي.
الطيبة يمكنها أن تطيل عمرك
في إحدى الدراسات الصادرة عن جامعة مشيغان، كشفت الدكتورة شتيفاني براون أنّ الناس الذين يميلون بانتظام إلى إسداء فعل الخير والطيبة للآخرين، معرضون لاحتمال الموت بنسبة أقل ممن لا يفعلون الخير، وذلك على امتداد فترة لا تقل عن خمسة أعوام مقبلة. واحدة من أكثر المسائل إثارة في هذا البحث، هي أنّ من وقع عليهم فعل الخير، لم يتحسن أداؤهم العمري أسوة بفاعلي الخير، وهكذا انحصرت فائدة الطيبة على هذا المستوى بفاعلها دون المتلقي لها.
عدوى الطيبة
المثير في فعل الخير(الطيبة) أنّ له أثرا معديا يصل إلى الآخرين فيلهمهم فعل الخير بدورهم. وقد كشفت دراسة عكف عليها عدد من الباحثين في جامعات كيمبردج وبليموث وكاليفورنيا ونقلها مقال نشر في موقع هوفنغتون بوست الكندي، أنّ رؤية أحد الناس مقدما على فعل الخير، ينمّي عند الآخرين في الغالب مشاعر طيبة تدفعهم لإتيان أفعال خير مشابهة آو مغايرة، وهكذا فإن فعلنا للخير يمكن أن يجعل من العالم مكانا أكثر طيبة للعيش فيه.
فعل الخير يجعلك أكثر سعادة
إن لم تدفعك كل الأسباب أعلاه لبذل الخير والطيبة مع العالم وكائناته بل وحتى أشيائه، فهذا العامل يمكن أن يحثك على الطيبة وهو: “فعل الخير في الحقيقة يجعلك أكثر سعادة”. وقد كشفت دراسة صدرت عن فريق بحث في جامعة بنسلفانيا قاده الدكتور مارتن زيلغمان عن أثر رسالة شكر كُتبت باليد وسُلمت شخصيا إلى إنسان لم يشكره أحد قط لأفعاله الخيّرة. الدراسة كشفت أنّ من أقدموا على هذا العمل ظهرت عليهم آثار سعادة مفاجئة مفرطة استمرت معهم لمدة شهر.
خلاصة القول، إن فعل الخير مفيد لنا كما هو مفيد لمن يقع عليهم، وهو عادة يمكن تطويرها في أيّ مكان وزمان دون أن تكلف شيئا أو بكلفة زهيدة لا تذكر.